كذب المنجمون دخل أحد المنجمون بيت أحد الأشراف فأكرموا ضيافته وأحضروا له العديد من أصناف الطعام والشراب وجهزوا له الكثير من الهدايا فأراد أن يرد الجميل وكان قد رأى طفلاً فى مهده تحمله إحدى النساء فى ذلك البيت فنادى على المرأة التى تحمله و طلب فنجاناً وأوراقاً وأخذ يكتب كتابه طويلة وبعد أن فرغ قال لوالد الطفل :سيدى العزيز علمت بالتنجيم أن ابنك هذا سيكون أسعد الرجال وسيتولى رئاسة الجيش وسينتصر انتصارات عديدة وسينال أعظم الألقاب وسيكون علماً يشار اليه ،وهنا قال الرجل ولكن عفوا سيدى.... إن هذا الطفل بنتا لا ولداً
يتكلم الناس بثقة عن المواضيع التى يجهلونها
مهما كان المبلغ الذى سيدفع لك ... تحدث فقط عما تعرف
ﺃﺳﺮﻉ ﻣﻨﺎﻇﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ :
ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺪّﻋﻲ ﻋلم ﺍﻟﻐﻴﺐ و ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎﻇﺮﺗﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﺑﺸﺮﻁ . ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻣﺎ ﺷﺮﻃﻚ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻛﻴﻒ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺷﺮﻃﻲ ؟ و ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮﺓ!! "اضاءة" الغَيْبُ : ما غَابَ عن الحواس أي هو الشيء المستتر. جاء في الحديث عن النبي محمد (ص) قوله :كذب المنجمون ولو صدقوا و قال جَلَّ جَلالُه : ﴿ وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾
اكمل قراءة
إصنع حياتك
ألإنسان وجد على هذه الأرض مجبرا لا مختارا ...
** لكنه وجدومعه جميع امكانيات العمل , ليحيا حياة طيبة , وليكون انسانا تتحقق فيه معاني الانسانية الخيّرة .. وهذه الارض وما عليها مسخر لهذا الانسان , بل ان الكون جميعه في متناول يده إذا هو استغل جميع الامكانيات .. {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر } " الاسراء : 70 " , { الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناءً وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم } " البقرة : 22 " , { وسخر لكم ما في السموات وما في الارض جميعاً منه } " الجاثية : 13 " .
** لكن هذا الانسان لا يستطيع ان يسخر ما في الكون تسخيرا خيّراً الا اذا أدرك غايته من الخياة وحدد هدفه فيها , وعمل من أجل هذا الهدف راضياً مطمئنّاً ليحيا حياة طيبة أساسها تحديد الغاية والعمل من أجلها باطمئنان ورضا وتفاؤل , والأغراض تتفاوت , والأهداف تختلف , ولكن لا بد من أن يدرك الانسان الغرض الأصلي الذي أوجده الله من أجله { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا تُرجعون * فتعالى الله الملك الحق } " المؤمنون : 115 , 116 " , ولذلك يقول : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } " الذاريات : 56 " .
** فالغرض الأصلي للإنسان في الحياة هو رضوان الله عزّ وجلّ بعبادته , { رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه } " البينة : 8 " , والعبادة ليست في الصلاة , والصوم , والزكاة , والحج وحدها ولكن في كل امر فيه خير حدده الله سبحانه , وفي كل عمل يقوم به المسلم يعود على البشرية بالخير العميم .. قال تعالى : { ليس البر أن تولّوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وءآتى المال على حبّه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وءآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضرّاء وحين البأس أولائك الذين صدقوا وأولائك هم المتّقون } " البقرة : 177 " . فكل عمل يقوم به الانسان يقصد به وجه الله هو عبادة .. فالغاية إذن تحدد اتجاه العمل وإنتاجه , والانسان لا بد أن يعمل , أما أن يقعد بلا عمل ينتظر السماء أن تمطر فلا , والله سبحانه يقول : { هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور } " الملك : 15 " , والنبي " صلى الله عليه وسلم " يقول : ( العبد الكاسب خير من العبد الكال ) , والانسان الفارغ من العمل انسان كسول ملول عالة على المجتمع , أناني لا يستحق الحياة ... وما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط ...
** والانسان لا يصنع حياته إلا إذا عمل بعد تحديد الهدف , أما أن يعتذر بأن الوراثة لم تجعله نابغة أو أن البيئة تقتل المواهب , وتثبط الهمم , وتعيق العمل , فذلك عذر واهن لا يثبت , فعلى الانسان أن يصنع حياته { هو أنشأكم من الارض واستعمركم فيها } " هود : 61 " , وأن يعمل جاهدا متفائلا ينظر بمنظار السرور والرضا الى عمله لا يتبرم ولا يشكو , ولا يتضجر ولا يتأفف , فبقدر ثقة العبد بنفسه تكون ثقة الناس به , والمرء حيث يضع نفسه , وكل ما في الحياة يبتسم لك , .. دخل الرسول " صلى الله عليه وسلم " منزل احد اصحابه فنادى صاحب البيت ولديه سالماً ويساراً .. وذلك أول نزوله بالمدينة .. فتفاءل النبي قائلا : ( سلمت لنا الدار في يسر ) .
** وإن كثيرا من بؤساء الحياة سبب بؤسهم أنهم يعيشون ولا يدركون لِمَ يعيشون ؟ وما هي وظيفتهم في الحياة , إنهم يتسكعون على رصيف الحياة فارغين عاطلين يعللون بالأماني .. ويتذرعون بالأوهام ...
** وإن كثيراً من الذين تركوا في هذه الارض آثارهم .. إنما حددوا هدفهم وغايتهم وعملوا من أجلها بهمة لا تعرف الكلل وعزيمة لا تعرف الخوَر , فوصلوا الى ما يريدون .. وكان الله معهم فيما أرادوا .. ونحن أحوج ما نكون اليوم الى أن يحدد شبابنا غايتهم التي عيّنها الله لهم ويعملوا من أجلها .. وترتفع بهم أمّتهم ...
أصالة العلاقات الحياتية
** ألعلاقة في الحياة تكون بين الانسان ونفسه , وبينه وبين الآخرين , وبينه وبين الكون , هي علاقات متكاملة متداخلة , تؤدي الى عراقة الإنتماء للحياة , والإتصال بالوجود ... وخالق الوجود سبحانه وتعالى .
** علاقة الانسان بينه وبين نفسه , علاقة حددها الاسلام تحديداً أصيلاً , وجعلها صافية حيّة نقيّة قويّة , تنسجم مع الفطرة السليمة , وتتسق مع الإتجاه الخيّر في الانسان , ويقوى فيها الخير على الشر , تندحر فيها شهوات النفس الخبيثة , تنمو فيها شهوات النفس الطيبة بحيث يرتفع عن المستوى الترابي , ويسمو في نور الأضواء الربانية الهادية الى سواء السبيل , وهذه العلاقة تبدأ في الإيمان بالله , وتنغمر في العبادات الإشراقية من الصوم , والصلاة , والزكاة , والحد , وتحاط بسياج الأخلاق , وتؤكد بالقيم الانسانية الحميدة , وتستمر في إحياء دائب لمعاني الخير ... قال تعالى : -
{ قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون } " الاعراف : 29 " .
** ولعل أندى صوت وأكثره تحديداً لهذه العلاقة التي تزيل صفاة الرذيلة من نفس الانسان وتجعله في الإشراق , والصدق , والمودة , والمحبة , والأخلاق , والأمان , والاستقامة , حين قال - صلى الله عليه وسلم - : ( رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر ) , وهو جهاد النفس , ولعل الميزان الذي يحدد هذه العلاقة ما ورد عن النبي " عليه الصلاة والسلام " وقد جاءه رجل يقول : أوصني يا رسول الله .. قال : ( استوصِ أنت ) قال : نعم , قال : ( إذا هممت بامر فتدبر عاقبته فإن كان رشداً فامضه , وإن كان غيّاً فانته عنه ) , وإذا سيطر الانسان على العلاقة مع نفسه , والتزم فيها حدود ما أمر الله , أمكنه بعد ذلك أن يحدد علاقته مع الآخرين , على أساس علاقته مع نفسه , فهي انعكاس لما يتصف به , فالصدق مع الآخرين على أساس علاقته مع نفسه , والأمانة مثلاً لا تظهر روعتها مع النفس إلا إذا تعامل الانسان مع الآخرين , والصلاة وهي علاقة بين الانسان وربه , لا يكون لها معنى إذا كانت ركعات " تؤدى " لا تردع عن الشر , ولا توحي بخير , ولا تشعر بمحبة الناس ورهبة الخالق وشكر النعم , والحج إذا لم يصحبه خلق طاهر , ويعقبه توبة نصوح , فما قيمة إسقاط الذتب في فترة الحج ليعود ركام الذنوب بعد الحج , فلا ينفع حج واستغفار{ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } " المطففين : 14 " ...
** فإمضاء الأمر بالرشد , وإرجاع النفس عن الغواية , تحديد العلاقة بالآخرين , لأنها مرتبطة بهم على أساس الغيّ والرشد , وقد وضّح " عليه الصلاة والسلام " أساس ذلك بقاعدة أخرى حين قال : ( والله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) , إذ لا يستغني انسان عن آخر , ولا يستطيع ان ينعزل انسان عن آخر , حتى ولو طغى الشر على الخير , وحتى لو طلبت نفس الانسان الانعزال لسبب أو لآخر ...
** روي أن " ابراهيم بن أدهم " حين سُئل : لم لا تصحب الناس ؟ فقال : " إن صحبت من هو دوني آذاني بجهله , وإن صحبت من هو فوقي تكبّر عليّ , وإن صحبت من مثلي حسدني , فاشتغلت بمن ليس في صحبته ملال , ولا في وصله انقطاع , ولا في الأنس به وحشة " ... أي ( الله ) سبحانه وتعالى , ولا تظهر حقيقة العلاقة بين الانسان ونفسه إذا كان منعزلا عن الناس , مترهّباً منطوياً عن محالطة الآخرين , إذ سرعان ما تمتحن القيم والاخلاق وجميع آثار الإشراق إذا خالط الناس مخالطة حقيقية , ويظهر حينئذٍ مدى تأثر الانسان بها ...
{ فأما من طغى * وءآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي الماوى * وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فأن الجنّة هي المأوى }
" النازعات " 37 – 41 "
** ولا تظهر قيمة هذه العلاقة إذا كنت بعيداً عن علاقتك مع الناس , القوة في علاقته مع نفسه أن يكون قويا في علاقته مع الناس , أن يكون في اللهب ولا يحترق بل يطفىء اللهب , ويكون فاعلا منفعلا بالحياة , ذلك أن الوجود الأناني الانعزالي يتنافى مع الوجود الانساني , ويشكل نقطة سوداء في جبينه , وإن تراءى للكثير أن الانعزال والعزلة محمودان , وأن كانت قد وردت أحاديث في فضل العزلة , فهي العزلة عن الشر لا عن الناس , وعن المآثم لا عن الخير , وإلا ما فائدة كل دعوات الخير التي أطلقها الاسلام في القرآن والحديث ؟ , وما فائدة أن تسمع قول الله سبحانه وتعالى : ...
{ وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً * والذين يبيتون لربهم سجّداً وقياماً * والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً * إنها ساءت مُستقرّاً وقياماً * والذين إذا أنفقوا لم لم يُسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً * والذين لا يدعون مع الله الهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرّم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقَ أثاماً } " الفرقان : 63 – 68 " , { لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر } " النساء : 114 " , وقوله : { ليس البر أن تولّوا وجوهكم قِبل المشرق والمغرب ولكن البرّ من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والنبيين وآتى المال على حبّه ذوي القربى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وءاتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضرّاء وحين البأس أولائك الذين صدقوا وأولائك هم المتقون } " البقرة : 177 " , والاحاديث الكثيرة في إحسان المعاملة مع الناس , والتعاون , وحسن الجوار , ومساعدة المحتاجين , وإغاثة الملهوفين , والجهاد , والنصيحة , وغيرها ...
** والفردية والعزلة انهزام { ورهبانيّة ابتدعوها ما كتبناها عليهم } " الحديد : 27 " , والخلط أن تتعامل مع الآخرين , ولأن تسعى عليّ بمالك جاهداً خير من أن تتبتّل للعبادة أعزباً لا ترى في الحياة إلا نفسك , والاسلام يؤكد على أن العلاقة بين الذات ترتبط بالذات الأخرى , ويطلب ان تقيمها على أساس الإحساس بالعطاء , والاندماج , والمحبة , والتعاون , وأن الذي يقيم علاقته مع الآخرين على أساس التلقّي فقط , يرى نفسه منطقة " جدبة " ما تزال بحاجة الى منطقة " خصبة " تعيد لها الحياة .
تعليقات
إرسال تعليق
نتشرف بتعليقاتكم على مجلتنا