زار الخوف قلبي,فانتحر.
أحاول أن أضيء أصابعي شعراً فتأخذني مسافات من العتم ,يدي حزن تيبس في أصابعها وحائطُ كي أريح عليه وجهي حين أنكسر. _عامر الدبك
زار الخوف قلبي,فانتحر.
ذات ظهيرة صيفية كانت تجلس بشعر مكركب, لم يكن الشعر وحده; بل لعله كان ينم عما تحته, لعله كان بشكل ما انعكاس أو محاكاة لما يدور بالرأس.
كانت تستند إلي الجدار والأرض الباردين كانت تتمنى لو يصيبها بعضًا من تلك البرودة, مؤخرا باتت تشعر كما لو أن الصيف هلَّ بداخلها, كما لو أن الشمس أشرقت ذات صباح وتركت فترة الجهيرة في رأسها, الشمس بداخلها لا تغرب ولا يزورها السحاب !
ليس بها شجرة تظللها, ولا أحد يمر حتى يعيرها مظلمة!
أدمنت الشواطيء والمنافي والسفر
كم كنت أبني كل يوم ألف قصر
فوق أوراق الشجر ..
كم كنت أزرع ألف بستان
على وجه القمر ..
فقط وحيدة في صحرائها والشمس فيها عمودية , لعل بها بعض الصبار والقش الذي يسيره الهواء الساخن بترنح, بيئة صحراوية ليس بها إلا الجوارح وبعض السحالي.
شعرت أنها تود الصراخ ولكن الرطوبة عالية, والسراب يلاحقها أو تلاحقه.
أترى عندما تكن أمنية المرء الوحيدة هي أن يستظل ولو لبرهة!
سلخته الشمس وبخرت كل ماءه وما عاد به طاقة!
لا طاقة اليوم بالحياة.
لعل غدا أو بعد ..
"متى ستمطر!"
بصوتٍ مهلوك تساءلت!
كم كنت ألقي فوق موج الريح أجنحتي
وأرحل في أغاريد السحر
هتف جارح من بعيد:
_مذ متى وأنتِ هنا!
تلفتت كمن نُهٍشَ بعضه, تنظر مصدر الصوت, فكرر:
_ما الذي جاء بك إلى هنا؟
نظرت للسماء تبحث..
_ من الذي هجرك هنا؟
نظرت إلى الأفق ترى..
_ متى نُسجت تلك الصحراء فيك؟؟ هل أنت الآن وجبتنا؟؟
وجبة السراب والتفكير والضغط والغضب.
كيف تاهت صغيرتنا؟ لا أحد يعلم..
منذ متى وهي هنا ؟ هي لا تعلم..
ماذا ستفعل وكيف ستنجو والأسئلة الخمس تلاحقها.
جاءت تبكي فخانها الجسد وما عاد يقوى.
وهنا ضحك الصوت وصاح:
اليوم سنأكل!
منذ انشطرت على جدار الحزن
ضاع القلب مني .. وانشطر ..
ورأيت أشلائي دموعا في عيون الشمس
تسقط بين أحزان النهر
وغدوت أنهاراً من الكلمات
في صمت الليالي .. تنهمر
قد كنت في يوم بريء الوجه
زار الخوف قلبي فانتحر
وحدائقي الخضراء ما عادت تغني
مثلما كانت ..
وصوتي كان في يوم عنيدا وانكسر
_فاروق جويدة
مجلة الأستاذة
تعليقات
إرسال تعليق
نتشرف بتعليقاتكم على مجلتنا