القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر الأخبار [LastPost]

لايعرف قيمة الشئ الا فاقده

relics-of-the-past

 مخلفات الماضي

ليس كل ما تراه لامعاً يستحق التمختر له ، ولا كل ما تراه قامتاً يكون مئزياً.

شاهد الفيديو اسفل  ☟ 

 مخلفات الماضي

بينما يحين دور القمر في إناره العتمه ، وتغزيه الظلام بخيوط من نور ، تبقي غرفه مثني مستيقظه لا ينعدم الضوء فيها ، يمحو القمر ملل وحدته بمشاهد شخص لا ينام الليل ولا يحب الصباح. جدران غرفته -أسوار قلعته- هي حصنه المنيع. يحب القراءه وله مؤلفات لا يكتب عليها إسمه. مثني أمام مكتبه مشعلاً سجارته وأمامه فنجان من القهوه ، فقط يجلس ساكناً وما له أحد يشاركه الحديث. هو ساكنٌ ، لكن عيناه يتحركان وكأنه يشاهد شيء ما. ”مثني لا يتذكر الذكريات بل يراها أمام عينيه وكأنه يعيشها من جديد.“ ونهشل بجواره يراقب سكونه وفوران عقله.

مثني: أيا ضابط الدنيا ، لماذا أبقي ، ما دمنا هكذا نحيا؟ علي مشارف الموت وما جزعنا ، علي أناشيد الموت أصبحنا وعلي أنين الخوف أمسينا. زهور الطفوله وجمال الصبي ما عرفنا ، وها هو الشباب قد ضل طريقه. ما يُميت القلب إرهاق أكثر من الخوف. قالوا ما ضل سعيهم إذا سعو ، وها هو السعي مشتاق لوهلة من الراحه. أثقيله هي مع الجميع أم أننا تثاقلنا ، لا السحر يزين الزمان ولا السيف يقسمه. ما باله يعاندنا ، إذا ضبطنا أحد عقاربه أفسد بيده البقيه.

نهشل: بل تجبرك الأحداث المتتالية التي واجهتها بالخوف —شعور كان أساس نشأتك— أن تكون مختبئاً لا حذراً ، وهنا يكمن عيبك. تخاف الرفض ، الإحراج ، الفشل ، الخسارة. كنت في أيامك كالمحارب في الملحمة ، لا يعرف من أين ومتي ومِن مَن سيُغدر. لم يكن الطعن يوماً من عدوٍ غاصب ، بل كان دائماً من قريب جاهل. تتوالى الأحداث ، وميزانها أنت عادلة ، إياك وانعواج كفتٍ ، تُتبع بالندم والأقفال ، فرضاً وجدت صانع المفاتيح ، أواجد أنت مطبطاً لقلبك!

’’الخوف يلغي العقل ويقلب الموازين ويفبرك الحقائق ويحرق الفرص ، هو قتل للذات بكافه المقايس ومقبره لكل الفرص.‘‘

”إعترف بضعفك أمام نفسك ، قبل أن تُفضح في الحلبه أمام الجميع.“

رفض الناس للواقع ، جعلهم يفبركون الكثير من المسائل ، حتي تسير وفق رغباتهم. ومن هذه المسائل ، مسألة العلاقات الغير مشروطة. الكل يرفض واقع أن كافه العلاقات تسير وفق قيمتك في هذه العلاقة ، قيمه ما تبزله إن لم يخونن التعبير ، ولا ذنب لي إن خانك الفهم.

ليست كل المنافع ماديه ، فهناك أيضا منافع نفسيه تقي المرء مساوء الحزن. يختلف مسمى العلاقه حسب ما يبزله كل طرف ، وإن كان البزل من طرف واحد ، فلا يحق للطرف الآخر لعب دور الضحيه إذا أرخى الطرف البازل يديه. فإنعدام التقدير من الطرف الآخر لا يحمل أي رساله للطرف البازل سوي بأنه ثقيل وممل وغير مرغوب فيه ، وهذه المشاعر غير مقبول لأي أحد ، وهي أثقل الأحمال علي القلب.

نجاح العلاقه يتوقف علي إكمال الحوائح النفسيه للطرف الآخر ، وهنا يبدأ التمسك. نجاح شخص في تلبيه الإحتاجات النفسية لعلاقه معينه لا يعني بالضروره قدرته علي تلبيه إحتياجات علاقه أخرى. ليس شرطاً أبداً أن يكون الزميل صاحب ولا أن يكون الصاحب صديق... إلخ ، ولا أقول بإستحاله الأمر ، لكن الفرق بين متطلبات كل علاقه وقدره الطرف الآخر علي تلبيتها هو الذي يصنع الأحتمال.

”بداخلنا ثقوب وشروخ ، لكل منها دواء ، يستحيل علينا مداواتها منفردين ، ولهذا نسعى خلف العلاقات ، ودوام مداواة هذه الثقوب والشروخ —تلبيه الاحتياجات النفسية— من دوام العلاقه.“

تحدث أيضاً عن هذه المسألة Dr. Gary Chapman

في كتاب The 5 love language

ذكر الكاتب أن هذا المعلومات هي نتاج سنين من تحليل الجلسات العلاجيه لزوار عياده.

1. كلمات الثناء والتقدير Words of Affirmation

كلمات الشكر والثناء ذات وقع جميل لطيف علي القلب ، حتي لو كانت بكلمه واحده فقط. أكثرنا تعرض لأنواع مختلفه من السب والهدم التدريجي في فتره المدرسه وإختلفت درجه التأثير السلبي بإختلاف رد فعل الأهل —وهذا ما يجعل التعليم التقليدي فاسداً قاتلاً للأطفال ، ومن الممكن تحويل هذه المنظومة إلى سلالم تقودني للجِنان إذا أصبح الدور الرئيسي للهذه المنظومه هو تنميه الفضول داخل الطفل لا هدمه وإكتشاف نقاط القوه في الطفل وتنميتها لا هدمها— لذلك فوجود شخص يثني عليك إذا أصبت حسننا ويرشدك إذا اخطات الهدف مساله تصنع فارقاً كبيراً ومَن تجتمع عندهم ذكريات هدم وسب من المدرسه "المجتمع" والأهل هم الأكثر تهشما.

”الأطفال الذين كبروا بدون حب ، يتعلقون بالأشخاص الذين يبدون لهم أي إهتمام“

2. تكريس الوقت Quality Time

وكأنك تقول يإختصار ”أنتَ/أنتِ شيء مهم في يومي.‘‘

3. الأفعال الخدميه Acts of Service

ولا نتحدث عن الخدمات الكبيره والمعقدة ، فمساعده الزوج لزوجته حتي في صغائر أعمال البيت لها أثر نفسي كبير ووجود إيجابي به في البيت.

4. التلامس الجسدي Physical Touch

5. التهادي Receiving Gifts

عن أبي هُريرةَ رَضِيَ الله عنه، عن النبيِّ ﷺ قال: ((تَهادَوا تحابُّوا))

’’السند وقتُ المِحن ، هي مسحه ناعمه علي القلب ، لا تنسي مدى الدهر ، وهذه ليست مبالغ.‘‘

فهم الذات ومعرفه لغه الحب الخاصه بِكَ/بِكِ والتحدث عنها مع الطرف الآخر مسأله اساسيه —إذا تواجدت الرغبه في دوام العلاقه— أو بعباره اخرى معرفه الفجوات النفسيه للذات ، فهذه اللغات ليس سوي تلبيه للإحتياجات النفسه للفرد.

للإنسان إحتياجات نفسيه اساسيه:

1. الأمان: هو اسما المتطلبات ، واختصار لكل الأحياجات النفسيه ، وأس الاتزان النفسي.

2. التقدير النفسي من الاخرين: تعلم كيف تكون حسن اللسان أو تزين بالسكوت.

3. الأنتماء: الانتماء يترجم في نفس الإنسان علي أنه المقبول ، وهذا ما يتمناه كل إنسان ، وهو إحدى فروع الشعور بالأمان. وهنا يكمن سبب الأرتباطك العقلي -ليس النفسي- بالشخص السُمِّ أو الشخص الرافض لك ، هي يبقيك في دوامه من التساؤلات ، هل أن بهذا السوء؟ لماذا يعامل الجميع وأنا لا؟ ... إلخ

الأنتماء متفرع ، ومنهم ما يملأ فراخ الآخر ، فالإنتماء الى مجموعه اصدقاء (شله) يغني عن الانتماء إلى عائلة ، ولا تقل لي أن هذا مستحيل وأنت تتغني بأن بعض الأصدقاء ك العائلة.

”من عاش في عزله نفسيه عن عائلة ومنعزلا في آخر الصف ، لم يكن طفلاً ، فلا تتخيل أبدا أن تهزمه الأيام.“

4. الاستقلال: الفطره البشريه تأبا العبوديه أو الخضوع لمخلوق وحدوثها مرتبط بوجود خلل في الفطره ، وكلمه الفطره البشريه أشمل من أن تقتصر علي الميول الجنسي.

5. الأنجاز: لا يكون ذو معني للشخص نفسه ، إن لم يجد التقديم من أقرب الناس له. فالطفل الذي رسم لوحه ولم يكترث أبوه وأمه لها ، تتحول اللوحة لسكين تذبح الطفل.

مثني: نحن لا نعيش في إحدى العوالم الورديه ، فلا تنكر إتساخ الكثير من النفوس.

نهشل:

الأساليب الغير الأخلاقيه للتحكم في البشر كانت محض اهتمام الحكام والسياسين منذ عقود ، كانت اول المئلفات في هذا الطريق كان كتاب " The prince by Niccolo Machiavelli " الدبلوماسي الايطالي سنه 1513 ونشر أول نسخه مطبوع له سنه 1532 بعد خمسه سنوات من موت الكاتب ، وكان الهدف منه أن يكون كتيب إرشادي للحكام للتحكم في الشعوب بصوره غير أخلاقيه ومن أشهر المقولات من هذا الكتاب "الغايه تبرر الوسيله". ثم ننتقل الي سنه 1998 " The 48 laws of power by Robert Greene " ثم عام 2001 " The Art of Seduction by Robert Greene " الكتاب الذي وصف بالخطوات الشيطانيه ، وقد دافع الكاتب عما في الكتاب علي أنه ينقل الواقع. يتحادث الكتاب عن الخطوات والمراحل التي يسلكها الأنسان مع الضحيه للتحكم فيه.

-المرحله الأوله: إثاره الرغبه الإهتمام.

1. الاقتراب بشكل غير مباشر: هي من خلال خلق للضحيه حاله من الأمان.

2. إرسال إشارات متضاربه: هو شخص غير واضح متناقض ويحرص دائماً أن يكون التناقض بسيطاً ، لان التناقض الكبير يظهر في حاله الSchizophrenia ، وهنا لخلق الفضول داخل الضحيه.

3. الدخول داخل أرواحهم: من خلال خلق مساحه مشتركه بينه وبين الضحيه من خلال الإشتراك في نفس صوره التفكير والأهتمامات.

-المرحله الثانيه: خلق اللذه والارتباك

1. استخدام القوه الشيطانيه للكلمات لزرع الارتباك وهي ايضا تسمي بلغه الإغراء: هي كلمات تلمس مشاعر وتغدش غرور الضحيه.

2. خلق حضور شاعري: خلق صوره خياليه مثاليه داخل عقل الضحيه ، ودائماً ما يعتمد الأبتعاد والأختفاء من فتره لفتره لخلق حاله من الإحتياج داخه الضحبه.

3. وضع الضحيه في عزله نفسيه: الشخصيه المعزوله أسهل في في التأثير.

-المرحله الثالثه: تعميق التأثير.

1. إثبات النفس: الظهور البطولي في حياه الضحيه ، ك محاوله لتاكيد حسن النيه.

2. ممارسه التراجه: إرجاع الضحيه لفتره الطفوله وحبسه داخل الحقبه.

3. مزج المتعه بالألم: مزج بين المتعه والألم ، جرح الضحيه عاطفياً ثم التعامل برفق ولين

-المرحله الاخيره: التحرك للقتل ، و هي الحصول علي الغايه.

رفض الواقع والأختباء خلف سراب الخيال نكبه للعقل والقلب. وهذا ما وقع فيه بعض الأطفال ك حل أخير هاربين هلعين ، بعدما أصابهم الهلع من خراب متراكم لم يفهموا مصدراً له ، لكنهم كانوا خائفين فقط. وأنت يا مثني كنت واحداً منهم ، لقد أحببت سريرك كثيراً ، كان بالنسبه لكن حصن تحتمي له هارباً ، من خراب أصابك بفزعٍ تعجز عن ضبته حتي الآن. لكن في النهايه ، كنتم مجرد أطفال لم تستحقوا شيئاً من كل ما لم يكن لكم في ذنب. ”أنت لم تكن طفلاً في وقت الطفوله ، فما لك أن يبقي نفسك حبيسه ما فات وأنت علي مشاف الشيب ، ما فات قد فات ولن يعد أبدا ، ولا وجود للمعجزات.“

”إن وجدت أحدا لا يبالي بوجودك ، يتجاهل حديثك ، يشيح بوجه وسط الحديث ، فعلم أنك عديم الدرو في حياته ، حينها عليك الرحيل ، احتراما لذاتك.“

مثني: كيف أن للجميع فجروات نفسيه وهناك الكثير مِن مَن يترفعون عن العلاقات؟

نهشل:

الترفع عن العلاقات أو عدم الإكتراس للأشخاص المحطين ، ينفصل لشقين:

الأول: الإكتفاء.

كلمه الاكتفاء في المعجم تعني الاستغناء عن غيره. بمعني ، يُستغني عن الفرد لوجود آخر يلعب هذا الدور ، بمعني آخر يملأ هذا الاحتياج النفسي. وهنا تحديداً حيثما لا يجب أن تكون.

مثني: أكمل الأحتمال الثاني ، لما توقفت هنا؟

نهشل -يرد وهو راغبٌ عن الكلام-: انت تعرفه مسبقاً ، الكل سيلعب دور الضحيه وسينسبون أنفسهم لهذه الكفه. كل ما في الأمر أنه هناك أفراد أجبرتهم الحياة علي تقبل العيش بكل هذه الثقوب الشروخ ، هي نزيف متتال ، لكنهم أصبحوا لا يبالون. بالنسبه لهم هي أهون من أصوات تردد داخل رؤوسهم أنهم ثقيلون غير مرغوبين. ومنهم من إختار الحل الآخر.

”ليس هينا ابداً أن يُتمنى الموت من أعماق القلب.“

”لا يعرف قيمت الشيء إلى فاقده ، وهو أحن من يعطيه.“

خواطر لايعرف قيمة الشئ الا فاقده

تعليقات