القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر الأخبار [LastPost]

شاهد بالفيديو| مسابقة قصتي الملهمة في الحجر للناشئين

My-inspiring-story-in-stone

 قصّتي الملهمة في الحجر..

شاهد الفيديو اسفل  ☟ 

قصّتي الملهمة في الحجر..

موسوعة قصتي الملهمة في الحجر

"عصرُنا اليوم، لا مستحيل فيه، فبكسة زر أو بلمسةٍ على شاشة جهاز إلكتروني تستطيع أن تشعر أنّك حيّ وتقدم لنفسك وللمجتمع شيئا"

لم تتوقع يوما أنّها ستتمنّى لو تعود بها الأيام للوراء، وهي التي كانت تُنكر دومًا ما مضى. تنسى ما حصل، تتعلم الدرس، ومن ثمَّ تغوصُ في تفاصيل الحاضر. كبرياؤها لا يسمح لها أن تخضع للتيار. ومهما دارت بها الحياة، تعود حيثُ هيَ، لا حيثما أرادتِ الحياة.

لذا كان صادما لِسَلمى أن تفقد الكثير من روتين حياتها دفعة واحدة. فجأةً بلا مقدّمات.. اضّطرت أن تمكث في المنزل، لا مدرسة، لا رؤية لصديقاتها اللاتي تعتبرهن جزءا كبيرا من يومها! لا ذهاب لصالة الرياضةّ –المكان الذي ينفّس عنها غضبها- لا ذهاب لمركز تحفيظ القرآن، ولا شيء على الإطلاق! إنّه حجرٌ منزلي يتمدّد فيطال مدينتها برمتها.. بل العالم بأسره!

هكذا، بين ليلة وضحاها تلاشى كلّ شيء اعتادته سلمى، لم يسبق لها أن تُحاط بكمّ هائل من الأسئلة الوجودية حول شخصها ومن تكون؟ وإلى أين ستصل؟ ولماذا يحدث هذا؟... والكثير...

بقيت سلمى في المنزل، استعادت نفسها التي سلبتها إيّاها عجلةُ الحياة بعد نزاعٍ طويل مع ذاتها كلّفها الكثير؛ أرقٌ متواصل، وشحوب وجه دائم، وعُزلة في غرفتها، لا ترغبُ في محادثة أحد ولا رؤية أحد.

بدا وكأنّ الزمن توقّف فجأة ليجمعها مع نفسها التي غفلت عنها طوال هذه السنين التي كانت منشغلة فيها بين الأنشطة الكثيرة – فلم تكن تدع نشاطا إلا وشاركت فيه - لكنّها أدركت بعد محاورة عميقة مع نفسها بأن الدنيا منحتها وقتا ثمينا أشبه بهديةٍ من السماء لتعيد ترتيب حياتها، فتحلّ العُقد التي تراكمت بفعل الأيام.

توصّلت سلمى لنتيجة مهمة بعد رؤيتها عدد الأشخاص الذين يفقدون الحياة كلّ يوم بسبب فيروس أصغر من أن نراه بالعين! وأدركت أنّها في نعمة، وأن عليها استغلال وقتها الذي مُنحته بصحّة جيّدة وعافية.

في ليلة هادئة وقبل أن تنام فتحت شرفة نافذتها التي كانت تسمح بشعاع القمر أن ينير مكتبها.

جلست تكتب ما تنوي القيام به في قادم الأيّام والآن، وعلى خلاف صديقاتها اللاتي لم يرين من هذه الأيام الضيّقة غير الملل والتأفّف، كانت هذه الأيام كنزا لسلمى.

استطاعت أن تشعر بالسلام الداخلي وأن تعفو عن كلّ شيء - حتى عن هذا الفيروس - فقد كانت تراه تحدّيا لها لا عدوا.

تعلّمت الصبر على الساعات البطيئة، غير أن ساعاتها كانت مثمرةً مع الإنجاز.

استطاعت أن تُوجد المتعة من داخل حجرتها، وترى العالمَ بصورةٍ أفضل حتّى وإن لم يعكس لها ذلك.

وجاءت الفكرة! تعاونت مع صديقاتها ناشراتٍ للوعي محارباتٍ الفيروس، وذلك بتأسيس جمعية تطوعية عن بعد. كانت سلمى تردّدُ دوْمًا: "عصرُنا اليوم، لا مستحيل فيه؛ فبكبسة زر أو بلمسةٍ على شاشة جهاز إلكتروني تستطيع أن تشعر أنّك حيّ وتقدم لنفسك وللمجتمع شيئا".

لقد أصبحت فتاة السبعة عشر ربيعا تلك الشخصية التي يراها الجميع فعّالة وإيجابية، تنهضُ من رمادِ الأزمات لتُديرها وتخلق عالما مختلفا وآمنا، فأحبّها كلّ من عرفها.

كانت منشغلة في المشاركة في الأندية الثقافية على الإنترنت، بالإضافة للجمعية التي كانت تشغل معظم ما تبقى لها من وقت.

وكأيّ مشروعٍ ناجح، كان على سلمى وصديقاتها التواجد في مكان واحد يجمعهنّ جسدا بجسد، لتنظيم المشروع وتوفير أكبر قدر من الخدمة للمستفيدين، لكنّهنّ أهملنَ إجراءاتِ الوقاية؛ كأن لا يضعنَ الكمّاماتِ الواقية أو القفّازات. هذا ما كان عليه الحال في أغلب لقاءاتهنّ، علاقتهنّ المقربة ببعضهنّ أنستهنّ الهدفَ من الجمعية -الوقاية-

ولكن....

الأبواب التي نغفلُ عنها ونتركها دون إغلاقٍ مُحكمٍ هي التي تأتينا بالمصائب.

بدأ الموضوع عندما شعرت سلمى بجفافٍ في حلقها، ظنّت أنّ ذلك عائدًا إلى نسيانها شرب الماء، فأخذت تشرب، آه! لكنها بمرورِ الوقت صارت تشعر باختناق، تسعل وحلقها يزداد جفافا، لكأنّها شربت ماء البحر المالح لا ماءً عذبا، ثم سُرعان ما ارتفعت حرارتها، و...

فتحت سلمى عينيها على بياضٍ يحيط بمدّ البصر، وجهاز التنفس على فمها يمدّها بالأوكسجين، وأجهزة أخرى لم تميّزها، أما الممرضات فكأنّهنّ رائدات فضاء!

كان صعبا على سلمى أن تستجمع شتات فكرها: فهل تفكر في مرضها وعدم قدرتها على التنفس؟ أو الجمعية التي أسَّسَتها لتقي الناس شرّ هذا الفيروس فكانت هي إحدى ضحاياه؟

وتدهورت حالتها الصحيّة! لم تصدّق صديقاتها يوم علمنَ بمرض سلمى التي انقطعت عنهنّ فجأة!

توتّرت الصديقات، وسرعان ما انتقل التوتر لكافّة العضواتِ في الجمعية.

لم يُصدّق أحدٌ بادئ الأمر أنّ إحدى مؤسّساتِ الجمعية ستصاب بمرضٍ كانت تحاربه سرّا وعلانيّة، وتدعو الناس للوقاية منه، وتهملُ هي بنفسها وقاية نفسها!

ساد الجمعيّة صمتٌ مطبق ثقيل، وبعد عدّة أيام تلقّى الجميع الصاعقة: رحلت سلمى، تمكّن منها المرض!

انتشر خبرُ وفاةِ سلمى كانتشارِ النّار في الهشيم. حوْقل الناس وتعاطفوا مع قصتها، بادروا للانضمام للجمعية ودعمها وتعاونوا لاستكمال ما بدأت؛ لعلّ كلّ خيرٍ يفعلونه – ولو كان هيّنا - يصبّ في ميزان حسناتِها.

وبعد فترة حدادٍ معلومة، عزمت الصديقات على نشر قصّة صديقتهن التي فارقتهن، ونشر هذا العمل الخيري على نطاقٍ أوسع.

كان أولّ ما يُقرأ عِندَ دخولكَ لصفحة الجمعية الإلكترونية عبارةً تقول:

"عصرُنا اليوم، لا مستحيل فيه، فبكسة زر أو بلمسةٍ على شاشة جهاز إلكتروني تستطيع أن تشعر أنّك حيّ وتقدم لنفسك وللمجتمع شيئا"

مسابقة قصتي الملهمة في الحجر للناشئين نبذة عن مسابقة قصتي الملهمة في الحجر للناشئين تشمل كافة تفاصيل الاشتراك وقنوات التواصل. الشروط والاحكام للمشاركة في المسابقة وأهدافها

تعليقات