اخترت هذا العنوان لجذب انتباهك، وإذا كنتِ امرأة، فهذا المقال موجه لكِ بشكل خاص. فلنتحدث بصراحة عن مفهوم الاستقلالية.
الاستقلالية تمثل تحديًا كبيرًا في مجتمعاتنا العربية.
في مجتمعاتنا، تُواجه من تفكر في العيش بمفردها سيلاً من الاتهامات التي لا تعد ولا تحصى، ليس لها فقط بل ولعائلتها أيضًا. ولكن دعينا ننتقل إلى جانب أكثر أهمية: الاستقلالية الفكرية.
قبل اتخاذ قرار العيش بمفردك، يجب أن يكون ذهنك مُحصناً بقناعات صلبة لا تتزعزع أمام الانتقادات أو النظرات المتشككة. أن تكوني المسؤولة الكاملة عن حياتك اليومية يعني مواجهة الجيران والمجتمع مباشرة. إذا لم يكن لديك شخصية قوية تتجاوز المضايقات والكلمات الجارحة، فقد تجدين نفسك تفكرين كل ليلة فيما إذا كان عليك التصرف بشكل مختلف. هذا القلق الدائم هو آخر ما تحتاجينه خلال محاولتك للعيش باستقلال.
السر يكمن في التزود بالمعرفة. القراءة عن الدين، الحياة، وقوانين الصواب والخطأ تعزز في داخلك حدودًا واضحة لنفسك وللآخرين. أن تأتي قيمك من مراقبتك الذاتية أمام الله يعزز مبدأ عدم التنازل عن مبادئك مهما كانت الظروف، مع الاحتفاظ بوضوح الخطوط الحمراء. الهدف ليس القضاء على كل المضايقات، بل القدرة على تجاوزها بثقة ووعي بأن العالم مليء بتنوع الشخصيات كما وصف القرآن.
التعامل مع هؤلاء الأشخاص قد يتطلب الحكمة، وغالبًا يكون التجاهل الحل الأنسب، ليس خوفًا، بل حفاظًا على استقرارك النفسي بعيدًا عن التوتر غير المجدي.
استقلاليتك ليست فقط القدرة على العيش بمفردك بل تحمل مسؤولية تغيير الواقع من حولك. قد تكونين مرشدة وقدوة للآخرين، خاصة النساء اللواتي يرون فيك نموذجًا للحرية والمسؤولية. ومع ذلك، احترام عادات وتقاليد مجتمعك جزء من هذا الاستقلال؛ لست بحاجة لاستفزاز الآخرين كي يتقبلوا اختلافك.
الاستقلالية مفهوم معقد لا يسهل تناوله ببضع كلمات. وإذا كنتِ غير مستعدة للعيش بمفردك، يمكنك تنمية روح استقلالية داخل الإطار المألوف لعائلتك. هذا ما أعيشه حاليًا، حيث أعمل على تحصين عقلي للخطوة القادمة بإذن الله.
وأخيرًا، أسمح لنفسي بمشاركة حلمي البسيط حول شكل الاستقلالية الذي أتطلع له: منزل صغير يشبه غرفة واسعة، به سرير بجوار النافذة المطلة على السحاب وفوق بحر واسع يلهمني بأن العالم أكبر مما أتصور وينتظرني لأكتشفه. مطبخي المتواضع يقابل مكتبًا أبيض منظم بشكل جميل، محاط بأزهار تضيف الحياة إلى المكان. كتب على رف صغير تمنحني الحكمة وفهم ذاتي وكيف أتعامل مع العالم. وهناك أكتب قصصي وأخلق عوالم مليئة بشخصيات وحكايات تُشبع خيالي وتغذي عقلي.
والآن، كيف تتصورين مفهوم الاستقلالية؟ وما هو شكل العالم المثالي الذي تحلمين بخلقه؟ الفوضى تعم مكاني، كحال خزانة ملابسي أحيانًا.. كصاحبتها. ومع ذلك، أحلم بذلك المنزل الصغير.
تعليقات
إرسال تعليق
نتشرف بتعليقاتكم على مجلتنا