ما بعد الصدمات: سامح نفسك
التسامح سمة جميلة.. لكن تذكّر أن تقدمه لنفسك كما تقدمه للأخرين.
ما بعد الصدمات: سامح نفسك
التسامح.. العفو عن الآخرين عند المقدرة(حتى لو لم يعتذروا) .. قيم جميلة يخبرنا عنها الجميع دائما.. لكن دائما ما نغفل ما هو أهم .. سامح نفسك.. تقبل ضعفك وأخطاءك في حق نفسك.
كثيرا ما يكون لوم أنفسنا والإحساس بالذنب أسهل على قلوبنا بكثير من لوم الآخرين وإن لم يكن لنا في الأمر يد.
بعد الصدمات وما يتبعها من اكتئاب يصبح جلد الذات والإحساس بالذنب كخيالك.. يلازمك و يحرمك النوم.. التفكير بلا توقف.. وكثيرا ما نترك أنفسنا فريسة لشبح سؤال (لماذا؟).. (لماذا كنت بكل ذلك الضعف؟ لماذا صبرت؟) .. يسيطر علينا احساس أننا نتحمل مسئولية ما كان .. وحدنا.. قد نسامح من تسببوا لنا في الأذى ونظل نعيش باحساس الذنب أن قد سمحنا لهم بإيذائنا.. لكن كان الأولى أن نتقبل و نسامح أنفسنا.
كثيرا ما كنت ألوم نفسي بشدة.. كنت أكره ضعفي.. كنت أتمنى لو كان لدى بعضا من الخبث والحيلة.. تخيلت أن ذلك كان ليمنع عني الأذى.. اليوم أرى الأمور بشكل مختلف.. ضعفي في وقت سابق جعلني اليوم أقوى.. ذلك الأذى الذى مررت به يوما.. جعلني أكثر صلابة وأكثر خبرة في الحياة.. ربما أصبح قلبي قاسيا بعض الشيء.. هذا من أثر الألم.. حيلة دفاعية لا أكثر .. سيمر الوقت وستصبح الأمور أفضل.
يذكرني ذلك بأغنية ( أثر الفراشة Butterfly effect ل Before you exist ).. من بين كلمتها وجدت ما يلهمني حقا (I’m not me without my scars لست أنا بدون جراحي... There is a reason for the rainbow through the rain كان المطرسببا لظهور قوس قزح ....).
ضع الأمور في نصابها الصحيح.. كنت ضعيفا لكن لم تتسبب في الألم للآخرين.. إن كنت قد تعرضت للأذى فاللوم يقع على المؤذى وليس على الناجي من الأذى.. تسامحك معهم و العفو عما كان لا يقلل منك أبدا.. بل ذلك هو دليل على قوتك الآن .. لكن هناك خطوة مهمة قبل ذلك وهي أن تسامح و تتقبل نفسك .. أنت الآن نسخة أفضل بكثير من نسختك السابقة التي تعرضت للأذى.. أنت الآن أقوى وأفضل .. و ستصبح أفضل وأفضل .. الوقت كفيل أن يريك ذلك.. فقط ساعد نفسك على تحقيقه.
الآن انظر لشخصيتك ... قدراتك .. طريقة تفكيرك.. كم النضج الذي حققته.. كان لضعفك يوما ما دورا في كل ذلك.. أتفهّم ألمك.. و سخطك .. و رفضك لما كان.. لكنه انتهي.. مر وترك خلفه شخصا أقوى وأفضل وأكثر خبرة. هذا الشخص الجديد يستحق منك فقط التقبل .. المحبة .. العفو.. وتجاوز كل ما كان من قبل.
إن كان هناك شيئا ما في صفاتك لم تحبه يوما، مازالت الفرصة أمامك.. غيّر تلك الصفات... تغيّر للأفضل... الكون كله شأنه التغيُّر... لم تُخلق صنما يحيا في قالب واحد ولا يتحرك منه.. فقط عليك أن تعلم أن بداخلك الكثير مازالت لا تعرفه .. استكشف وابحث بداخلك عن التغيير وستصل لأفضل نسخة منك.. وستحبها.. لكن عليك الآن أن تحب نسختك الحالية .. احتو قلبك واحتضن نفسك.. قدّم لنفسك الدعم .. الحب .. التقبٌّل .. وسامح نفسك ... فأنت تستحق الأفضل.. دمتم أقوياء.
مجلة الأستاذة
تعليقات
إرسال تعليق
نتشرف بتعليقاتكم على مجلتنا