عن فلسطين وكتاب هموم داعية!
كنتُ أتساءل كيف سأكتب وماذا سأكتب عن فلسطين في ظل الذي يحدث الآن وعدم مقدرتي على الكلام؟ فكان هذا النص.. وها أنا أعيد نشره هنا.
عن فلسطين وكتاب هموم داعية!
أولا وقبل كل شيء: هذا نص كتبته في عام 2020، وكتبته مباشرة بعد قرائتي لكتاب هموم داعية للإمام الغزالي_رحمه الله_ وهو الكتاب الذي آلمني جدا.. والآن ومع الذي يحدث في فلسطين، وعدم مقدرتي على الكلام، أُعيد نشر هذا النص مجددا وأوثّقه هنا على مدونتي.. كتعبيرٍ عن الغضب تجاه الذي يحدث في فلسطين من ظلم وقهر، وتذكير بأننا لن نميل ولن نحيد ولن نخذل فلسطين مهما فعل أعداؤنا.
_____________________________________________
*النص:
كتابٌ بعنوان هموم داعية.. وقد اشتمل على أكثر من ذلك بكثير..
إنها ليست هموم فحسب، بل هي نظرة سبقت زمانها وبصيرة لم يملكها إلا القليل النادر ممن يخاف الله ويخاف على دينه بصدق.
تحدّث الإمام محمد الغزالي في هذا الكتاب بكل ألم عن ديننا الذي ضيّعناه ومازلنا مستمرين..
تحدّث الإمام محمد الغزالي ولفت النظر في أكثر من موضع على قضية فلسطين..
فلسطين التي مازال جرحها ينزف منذ قرون وعلى هذا الجرح يعيش اليهود.. بل ويتلذذون بجعله يلتهب أكثر فأكثر..
ونحن.. نحن ماذا قدّمنا؟ ومالذي فعلناه ليلتئم الجرح؟
لا شيء!
ومالذي فعلناه لديننا لنصره وإعلاء كلمة الله؟
تماما.. لم نفعل شيء..
أغرانا تقدم الغرب وانفتاحهم..
فماذا فعلنا؟
صرفنا النظر عن تقدمهم وقلّدناهم في توافه الأمور..
هم أخذوا منّا القيم الهادفة التي نسيناها وطويناها ونحن أخذنا منهم غبائهم المستحكم الذي كان ومازال لكنهم كانوا بارعين بدرجة كافية لغض النظر عن غبائهم ولفّ رقابنا العوجاء على تقدمهم الذي يتغذى من ممتلكاتنا نحن وجهلنا نحن.
وليت أحدا منا يحس أو يستشعر الخطر الحقيقي الذي نتعرض له..
الدعاة الحقيقيون هم أكثر الناس هما وحرصا على الدين.. ونحن؟.. في ملذات الدنيا غافلون..
كلما قرأت كتابا لداعية وجدته يبكي بحروفه ديننا الذي ضيّعناه.. لكنّي عند قرائتي لهذا الكتاب تحديدا فهمت..
فهمتُ ضعفنا وغبائنا وديننا المهدّد بالخطر..
فهمتُ طبيعة حُكّامنا النتنة وشهواتهم التي أعمتهم والدنيا التي غرّتهم والبلاد التي في أيديهم لماذا تنزف؟!
تنزف غباء وجهلا وضعفا وقصورا في الفهم وتنزف أبناءً لا ذنب لهم!
والغرب بقوتهم هذه، هم اختاروا حكامنا الخونة..
فهم يعلمون أن صلاح الرعيّة بصلاح الحاكم!
ويعلمون جيّدا أن قُوة الشعب مهما كانت، ينسفها حاكم أحمق بإشارة منه..
الغرب لا يُريدنا أقوياء، هم يعرفون تماما مصدر قوتنا..
قوتنا في وحدتنا، ووحدتنا في تمسكنا بديننا..
ولذا عندما تتمعن في الوسائل التي يستعلمها الغرب الآن لتفرقتنا، هي كلها بدايةً تعمل على صرفنا عن ديننا وغض نظرنا عنه وتناسيه..
لا يسعني القول إلا أن أقول وأختم بكلمات بتُّ أفهمهما فهما جيّدا وأراها بنظرة عميقة بعد هذا الكتاب الذي آلمني وأغضبني وجلعني أقرأ بوجه عابس:
"نحنُ قومٌ أعزّنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزّة في غيره أذلّنا الله"
وحسبنا الله ونعم الوكيل!!!!!!!!!
مجلة الأستاذة
تعليقات
إرسال تعليق
نتشرف بتعليقاتكم على مجلتنا