القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر الأخبار [LastPost]

شاهد بالفيديو| خاطرة عن العمر.....كبرت عاماً

 

شاهد بالفيديو| خاطرة عن العمر.....كبرت عاماً

بمناسبة ذكرى ميلادي السابع والعشرون أحببت أن اشارككم هذه التدوينة

كبرت عاماً

في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة يوم التاسع من تموز لعام ألف وتسعمائة وأربع وتسعون صدحت أول صرخاتي معلنتاً قدومي على هذه الحياة..

بدأت حياتي كطفلة عادية لا تختلف عن حياة باقي الأطفال ولكن عندما بلغت العام الثالث ظهرت أول مشكلة بحياتي توقفت عن السمع والنطق، الجميع كان يقول مشكلتها بسيطة " شكلها خافت وبطلت تحكي " وبعد محادثات عائلية تم القرار بأخذي على طبيب مختص في هذه المشكلة لتشخيص وضعي وكيف توقفت عن الكلام فجأة ، فذهبنا عند طبيب أذن وانف وحنجرة وعند تشخيصي ظهر بإنه يوجد سائل والتهاب في الأذن الوسطى فكان هذا المانع سبب لعدم قدرتي على السماع وبالتالي فقدت القدرة على الكلام ، الأمر الذي جعلني عندما أرى أي شخص يتعرض لخطر ما اقوم بالفور بالصراخ والإمساك به بشدة ليبتعد عن الخطر ولكن كانوا يفكرون بإنني أريد أن أضربه فيقومون بتوبيخي والصراخ عليّ ، هذا كله يحدث فقط لإنني لا استطيع الكلام ، نعود ونكمل بعد أن ذهبنا عند الطبيب وتمت معالجتي ، بعد عدة أيام أقول لوالدي بصوتي الطفولي : " بابا الواوا بح " ..

عدت إلى الكلام ولكن ظهرت مشكلة أخرى وهي واجهت صعوبة في نطق بعض الأحرف وكنت أخطأ في لفظ بعض الكلمات ولكن هذا الشيء لم يمنعني عن الكلام بالرغم بإن الجميع كان يجعلني أضحوكة ، بدأت أتكلم وجعلت لي بعض الكلمات الخاصة التي لا يفهمها إلا أنا ... المهم حتى تنحل المشكلة وأعود لنطق الأحرف جميعها بشكل سليم ذهبنا إلى مركز خاص للأشخاص الذين لديهم مشكلة في نطق الأحرف، تحسنت بشكل جيد وعاد نطقي للحروف بشكل ممتاز ، بهذه المرحلة كنت في الروضة يعني تقريبا كان عمري ٤ - ٥ سنوات كانت شخصيتي اجتماعية كنت أحب التعرف على الجميع حتى أتذكر بإنني كنت افضل الجلوس مع الاولاد أكثر من الفتيات ..

بعد دخولي على المدرسة من يومي وأنا بكره التمييز العنصري فعندما كنت بالصف الثاني الابتدائي كانت المعلمة تمييز بيننا كثيرا كانت ترى واحدة من الفتيات بإنها الأفضل والأميز والباقي غير مهمين وكانت تهمل الجميع بإستثناء هذه الفتاة ، الأمر الذي غاظني بالفعل وأثر على شخصيتي ونفسيتي ، بعيدا عن هذا كله عدت مجددا إلى الكلام أكثر من قبل وأصبحت عبارة عن راديو متنقل لدرجة أمي خصصت مسجل خاص لي تضع الشريط وتبدأ التسجيل وأنا أبدأ بالحديث إلى أن ينتهي الشريط " الشريط ينتهي وأنا لم انته بعد من الكلام " .. من يومي ماخذة دور المذيع والصحفي الذي لا يتوقف عن الكلام ..

كنت دائما تفكيري مميز ومختلف عن باقي الزميلات ، اهتماماتي وافكاري تختلف عنهم هم يفكرون في المسلسلات والأفلام وقصص الحب والحكي الفارغ كله كانت اهتماماتي كلها تدور حول الاعلام فكنت دائما أحب متابعة البرامج الثقافية والادبية والحوارية واحب المشاركة فيها فشاركت عدة مرات بأكثر من برنامج عبر الهاتف أو حتى داخل الاستديو ، فكان يومي مليء أعود من المدرسة أدرس ما أخذته في ذلك اليوم ومن ثم اتابع برامجي المفضلة ثم أخلد إلى النوم ، هكذا كان يومي إلى إن جاء اليوم الذي قررت فيه التسجيل بأحد النوادي التي تعلم #الكاراتيه فكنت عندما ينتهي دوام المدرسة أغادر مسرعة خصوصا في الأيام الذي كان عندي تمرين حتى ألحق انهي واجباتي المدرسية واذهب للتمرين اما عن بقية الايام فكنت اتابع برامجي المفضلة أو الحديث مع صديقات الحي أو الذهاب إلى مركز تحفيظ القرآن !!! هكذا كنت أقضي وقتي خلال المدرسة وحتى أيام الإجازات ، كنت ألتحق بالنوادي الصيفية والشتوية ، لا يوجد لدي أي وقت فراغ لأفكر!!! كانت والدتي دائما تلحقني بدورات وورش عمل لصقل شخصيتي وتنميتها.. الأمر الذي ساعدني عندما كبرت وتخرجت من المدرسة فعرفت كيف أنظم وقتي حتى اوفق بين واجباتي المدرسية و أنشطتي اللامنهجية !!!!

تخرجت من المدرسة بمعدل ٧٩.٤ كان طموحي وشغفي أن أدرس الصحافة والاعلام ولكن اخترت تخصص المصارف الإسلامية.. كانت مرحلة الجامعة مرحلة مهمة في حياتي فقد صقلت شخصيتي كثيرا ولقد تعلمت الكثير أهم ما تعلمته بإنني لا أثق بشخص إلا نادرا لهذا صديقاتي قلائل ولكن معارفي كثر ، كما تعلمت ثقافة العمل التطوعي فقد استغليت كل وقت فراغ لي بأي عمل تطوعي داخل الجامعة أو حتى بأخذ دورات وورش عمل كثيرة لإنها كانت شبه مجانية كوني طالبة جامعية !!!! وعلى سبيل أعمالي التطوعية فقد شاركت بتنظيم اليوم العلمي الخاص بالكلية كما كنت من اللجنة التنظيمية للمؤتمر الدولي للصيرفة الإسلامية لعامين على التوالي ..

بعد التخرج كان لدي امل أن أعمل في تخصص في نفس مجال تخصصي كونه كانوا دكاترتنا الافاضل يعشمونا بإننا مستقبل وجميع المؤسسات المالية والمصرفية بإنتظار خريجين المصارف الإسلامية ولكن هذا كله كلام على ورق ليس له أي داعي بالعكس كنت عندما اخبرهم عن تخصصي ينصدمون منه ولا يعرفونه ولكن الحمدلله انا الآن اعمل كمسؤولة إدارية ومالية بإحدى المنشأت الرياضية فلقد تعلمت الكثير وصقلت شخصيتي أكثر وما زلت أتعلم رغم أخطائي المتكررة وخلال مكوثي في هذا المكان فلقد التحقت بعدة دورات في تخصصي أو حتى في مجال شغفي وهو الاعلام فلقد تعرفت على مجال الإعلام وما يحدث وراء الكواليس وخلال هذه الفترة من حياتي صحتلي فرصة تطوعية بصحيفة إلكترونية كانت تجربة ثرية وغنية بالعمل الصحفي ولكن اضطررت اغادرهم بعد سنتين !!!!

كبرت وها أنا استقبل عامي الجديد وأنا بانتظار الرد من قبل وزارة الثقافة الأردنية بالموافقة على نشر أول قصة باسمي بعد ما قمت بتسجيلها في دائرة المكتبات الوطنية ..

٢٧ عاما من الإنجازات التي أفتخر إني قمت بها كان من أهمها إنني كنت عريف حفل لإحدى النشاطات في عمان ، تم إجراء مقابلة معي كوني إحدى خريجات دورة الصحافة السياسية المميزات فلقد أخبرتهم كيف بدأت مشواري في الصحافة كوني لم أدرس الصحافة ، أما عن آخر إنجاز الذي افتخر جدا بإنجازه لإنه كان بعد جهد جهيد ووقت طويل وبعد تحديات ومعيقات كثيرة وأخيرا حدث بعد ١٢ سنة وأنا عمري ٢٦ سنة حصلت على الحزام الأسود ١ دان في الكراتيه على الرغم من المدة الطويلة ما سئمت بقيت وراء الموضوع حتى حصلت عليه طبعا هذا الشيء بعد فضل ربنا وتيسيره لناس دعمتني وشجعتتني لاتدرب حتى أحصل عليه ..

فشكرا لكل حدا ساهم لأحقق هذا الإنجاز...

تحديات ومعيقات وعقبات حدثت معي ولكن بالرغم من ذلك كله حققت إنجازات فخورة بها وما زالت تقبع في منتصف ذاكرتي ... ولن أنساها ...

كبرت وما زال أمامي الكثير من الأهداف التي سأسعى في تحقيقها ، العمر ليس مجرد رقم كلما كبرنا كلما زادت مسؤوليتنا أمام هذا العالم ، ما الذي قدمناه إلى هذه الأمة؟؟ فما دمت على قيد الحياة فيجب عليّ العمل والسعي لأترم أثر إيجابي بحياة الكثير من الأشخاص الذين من حولي..

لن أنسى وبإنه في فترة من حياتي كان وما زال المسجد الأقصى والقدس لهم جزء من حياتي فلقد اجتزت دورة علوم بيت المقدس المستوى العام ، ومن وقتها قطعت عهدا على نفسي أن اسخر وقتي خدمة للمسجد الأقصى والقدس، ومن ٢٠١٧ وحتى الآن أذهب واعطي حصص مقدسية للأطفال حتى نحقق حلمنا ونزوره ، فما دمت على قيد الحياة سأبقى أخدم المسجد الأقصى بأي طريقة أراها ...

كل عام وأنا وأنتم إلى الأقصى أقرب..

برجاء الإنتظار قليلا والإستمتاع بمشاهدة الفيديو

مجلة الأستاذة

تعليقات