القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر الأخبار [LastPost]

شاهد بالفيديو| خواطر عن بيت جدي

 

شاهد بالفيديو| خواطر عن بيت جدي

اسف لكل شخص ذرفت عيونه دموعا وهو يقرأ الكلمات ...

بيت جدي

إن سألتموني عن بيت الأحلام، سأصف لكم بيتًا من طابقٍ واحدٍ، بسيط، بنوافذ متسعة، يُطل على حديقةٍ جميلة ، وتدخله الشمس من جميع الجهات.

لم أحظَ يومًا بمثل هذا البيت، تنقّلت في ثلاث شققٍ سكنية لم يمثّل أيّ منها مفهوم البيت الحُلم، فهي بالنسبةِ إليّ أقرب إلى المكعبات الأسمنتية منه للبيوت.

وحده منزل جدي رغم كونه شقة سكنية، كان يُمثل البيت الحق، فحضن جدتي أشبه بالحديقة، وحنان جدي كان شمسًا لا تغيب، والمنزل على صغره كان متسعًا بحجم الكون.

بيت جدي، حيث تختلط روائح الطعام الأصيل لجدتي، برائحة سيجار جدي التي لا تنطفئ.

بيت جدي، حيث الزحمة المحببة إلى النفس، لعشرة أخواتٍ وثلاثة أخوة ، وجيش صغير من الأحفاد الأشقياء كانت طلباتهم أوامر لا جدال فيها.

في بيت جدي، كان لنا نحن الأحفاد دلالاً من نوعٍ خاص، دلال الجد نحو احفاده

نعم، كان جدي يمنحنا حنانًا مضاعفًا ، وبعد رحيله أخذت جدتي تمنحنا هذا الحنان إلى أن غادرتنا هي أيضا ..

في بيت جدي ، كنا نتسارع من سيأتي لجدي سجادة صلاة وجرة الماء ..

في بيت جدي، لا أنسى بسمته عندما يرانا ندخل البيت وهو جالس على الشرفة ،، ولا ننسى أيضا كيف كان يعطينا مفاتيح السيارة لكي نلعب بها ..

في بيت جدي، لن ننسى الحلويات الشهية التي كانت تعدها لنا جدتي ..

أذكر جيدًا كيف كان هذا البيت مفتوحًا للجميع .. حتى أكثر مشاهد الطفولة التي ما زالت وستظل تضحكني مرتبطة بهذا البيت، فإلى جواره كان مطعم ساندويشات فلافل إلى الآن كلما اجتمعنا لابد من ان نشتري منه لانه الجمعة لا تخلو منه بصحبة كأساً من الشاي بنكهة النعناع .. 

لم أكن أريد لهذا البيت الجميل أن يختفي، أردته أن يظل دائمًا وأبدًا حتى وإن غاب أصحابه، لكن هذا لم يحدث للأسف.

فبعد وفاة جدي ثم جدتي ، اختفى البيت، معنويا ، هو موجود بالحقيقة ولكن الروح والحب الذي كان فيه اندثر ولكن ما زالت ذاكرتي تحتفظ بالروائح والأصوات وكل التفاصيل الجميلة التي عشتها في هذا البيت الدافئ.

في النهاية.. أعترف أني تمنّيت لو كان لي حق يمكنني من ميراث هذا البيت، لكني ورثت ما هو أهم وأبقى، ورثت عن جدتي حب الخير والعمل الصالح وحب تلاوة القرآن وحفظه ، وورثت عن جدي سيرة عطرة قلما يحظى بها أحد، فلروحهما السلام والغفران.


برجاء الإنتظار قليلا والإستمتاع بمشاهدة الفيديو

مجلة الأستاذة

تعليقات